الدخول من الأبواب .. لا من الـ( Windows ) ! تابع تكملة القصه
--------------------------------------------------------------------------------
فِي اليَومِ التّالِي حلَّتْ أرْوَى ضَيْفَةً عَلى لَيْلَى ، وَ جَلَسَتَا تَتَبَادَلانِ أطْرَافَ الحَدِيث ...
- " كَيْفَ كانَتِ الإجَازَةُ يَا أرْوَى ؟ كَيْفَ قَضَيْتِ وَقْتَكِ ؟ "
- " غَايَةُ المَلَل .. لَمْ أجِدْ لِمَلْءِ وَقْتِي إلاّ الدّرْدَشَة َعَلَى الإنْتَرنِت "
- " حقّاً ؟! .. لَكِنْ كَانَ بإمْكانِكِ مَلْءُ وَقْتِكِ بِالقِرَاءَةِ ، أو الكِتَابَةِ، أو الرّسْم ، أو أيّ شَيءٍ مُفِيدٍ بَدَلاً مِنَ الدّرْدَشَةِ يَا أرْوَى "
- " مممـــ .. تعرّفتُ على شَابٍ رائِعٍ جِداً يَا لَيْلى .. شَدّنِي بِأخْلاقِهِ الرّفِيعَة و أسْلُوِبِهِ الرّاقِي فِي الحَدِيْثً "
- " يَا لَحَظَّهِ التّعِيسِ ! "
- " لَيْلى أنَا جَادّة ٌ.. فَادِي لَهُ شَخْصِيّتُهُ الجَذّابَة ، و هُوَ خَدُومٌ وَ لا يَدّخِرُ جُهْدَاً فِي مُسَاعَدَةِ الآخَرِيْن "
- " فَفَادِي ؟ " كَادَتْ لَيْلى تَسْأل ، لَولا دُخُولُ أسْمَاءٍ إلى الغُرْفَةِ حَامِلَةً لِلضّيْفَةِ كأسَاً مِنَ العَصِيرِ.
- " هَذا وقتكِ ؟ " تَمْتَمَتْ لَيْلَى ، " تَسْتَطِيعِيْنَ الخُرُوجَ يَا أسْمَاءُ " اعْتَدَلَتْ لَيْلى فِي جَلْسَتِهَا وَقَالَتْ : " تَابِعِي يَا أرْوَى ... "
- " وَقْتَ ظُهُورِ نَتَائجِ الفَصلِ المَاضِي كَتَبَ لي يَطْمَئِنُّ عنّي ، فَشَكَرْتُهُ وَ طَلَبْتُ نَصِيحَتَهُ بِشَأنِ ما أخْتَارُهُ مِنْ مَوَادّ لِلفَصْلِ القاَدِمِ.
فَنَصَحَنِي بِالإسْتِخَارَةِ، وَ شُكْرِ اللهِ و الدّعَاء، وَ مِنْ ثُمّ اخْتِيَارِ المَوَادّ الّتِي يَسْتَصْعِبُهَا الطّلاّبُ، لأنّ بِإمْكَانِهِ مُسَاعَدَتِي فِيْها .. "
" و هُنَا انْتَهَى الحُلُمُ و اسْتَيْقَظْتِ مِنَ النّوم !؟ "
- " لَيْلَى .. أنَا لا أمْزَحُ ، صَارَحْتُهُ يَوْمَهَا أنّنِي كُنْتُ فِي حاَجَةٍ إلى اسْتِشَارَةِ شَخْصٍ مَا ... "
- " و َمَاذا كانَ رَدُّه ؟ "
- " قالَ لي أنّني يَجِب أنْ أسأْلَ الأشْخَاصَ المُهِمّيْنَ بِالنّسْبَةِ لِي "
- " مِثْلَهُ طَبْعاً "
- " هَذَا مَا قَالهُ .. و وضَعَ لي ابْتِسَامَةً عَلى الشّاشَةِ "
- " ثمّ ؟ "
- " ثمّ قَالَ لِي أنّهُ يَمِيلُ لِلحَدِيْثِ مَعِي أكْثَرَ مِنْ أيّ شَخْصٍ ، وَ يَرْتَاحُ لِي ، وَ بَرْهَنَ عَلى ذَلكَ بِإرسَالِ صُورَتِهُ الشّخْصِيّة "
- " و بِالتّأكيدِ أرْسَلَ رَابِطَ صَفْحَتِهِ على مَوْقِعِ ( Facebook ) و أنتِ بِدَوْرِكِ أرْسَلتِ لَهُ صُوَرَكِ ! "
- " كأنّكِ مَعَنَا ! "
- " أنتِ و فادي ؟ "
- " .. مَا بِكِ يَا لَيْلى ؟ .. هَلْ هُنَالِكَ شَيْءٌ ؟ "
- " مَتَى أرْسَلتِ لَهُ صُوَرَكِ ؟ "
- " البَارِحَة ُ"
- " أرْوَى ، أنْتِ فِي وَرْطَةٍ ! "
- " لَيْلَى صَدّقِينِي لَمْ أعُدْ أعْرِفُ جِدّكِ مِنْ هَزْلِكِ ! "
- " أرْوَى .. آسِفَةٌ .. كِلْتَانَا في وَرْطَة ! .. هَذا الشّابُّ يُرَاسِلُنِي أيْضَاً ، وَ قَدْ أخْبَرْتُهُ البَارِحَةَ بِاسْمِي الحَقِيقِيّ "
- " و أرْسَلْتِ لَهُ صُوَرَكِ أيْضاً ؟ "
- " بالتّأكيدِ لا، أنَا لا أفْعَلُهَا .. لَكِنْ لا شَكّ أنّ حَاسُوبَهُ يَحْتَوِي عَلى صُوَرِ الكَثِيرِ مِنَ المَخْدُوعَاتِ أمْثَالَكِ
وَ مَنْ يَدْرِي ؟ رُبّما غَداً يَطْلُبُ المَزِيْدَ، وَ يُهَدّدُ بِنَشْرِ صُوَركِ فِي الإنْتَرنِتْ .. ألَمْ تَقْرَئِي عَنْ حَادِثة الـ .. "
- " لَيْلَى ... "
هُنَا فَتَحَتْ لَيْلى حَاسُوبَهَا ، وَدَخَلَتْ بَرِيْدَهَا الإلِكْتُرونِيّ ثُمّ أطَّلَعتْ أْرْوَى عَلى رِسَالة الشّابّ ،و صُوَرِهِ الّتِي أرْسَلَهَا
- " ألَيْسَ هَذا هُـــ ... " ، لَمْ تُكْمِلْ لَيْلَى جُمْلَتَهَا، فَقَدْ وَقَعَ الحَدَثُ عَلى أرْوَى كَالصّاعِقَةِ، وَ رَاحَتْ تَبْكِي
بِحُرْقَةٍ شَدِيْدَةٍ .. فَفَتَحَتْ بَابَ الغُرفَةِ بِلا اسْتِئْذَانٍ ، وَ خَرَجَتْ تَرْكُضُ مِنْ بَيْتِ صَدِيْقَتِهَا !.
أمّا لَيْلَى فَقَدْ
تَسَمّرَتْ فِي مَكَانِهَا وَ أرْخَتْ يَدَيْهَا بِشَكْلٍ مَسْرَحِيّ ، لَمْ تَسْتَطِعْ مَنْعَ دُمُوعِهِا الّتِي بَدَأتْ تَشُقُّ طَرِيقَهَا على
خَدّيْهَا، أغْلَقتْ بَابَ غُرْفَتِهَا وَ الأنْوَارَ، و اسْتَلْقَتْ عَلى سَرِيرِهَا .. حَلّ الظّلامُ، وَ شَارَكَتِ الغُيُومُ لَيْلى بُكَاءَهَا ..
نَامَ كلُّ مَنْ فِي الحَيِّ ..إلاّ لَيْلَى ..
مَرّ الوَقْتُ سَرِيعَاً ، وَاسْتَيْقَظَتْ أسْمَاءُ لِتُصَلّيَ الفَجْرَ .. كَانَ المَطَرُ مُنْهَمِراً، لَكِنّهَا سَمِعَتْ زَفَرَاتِ أخْتِهَا
البَاكِيَة، فَدَخَلَتْ غُرْفْتَهَا ، وَمَسَحَتْ عَلى رَأسِهَا مُوَاسِيَة، " لَيْلى، لا تَبْكِ .. كَلّمِينِي، مَا الّذِي حَصَل؟ " لَمْ تَرُدّ لَيْلَى
بَلْ زَادَتْ حُرْقَتـُهَا ، وَ زَادَ بُكَاؤُهَا "لَيْلَى .. تَوَضّئِي وَ صَلّي قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشّمْسُ، سَتَرْتَاحِيْنَ كَثِيْرَاً " ذَهَبَتْ
أسْمَاءُ إلى غُرْفَتِهَا، وَ بِالفِعْلِ قَامَتْ لَيْلى وَ تَوَضّأتْ و صَلّتْ ، ثُمّ تَوَجّهَتْ إلى غُرْفَةِ أسْمَاء ...
- " أسْمَاءُ :
_ " لَيْلَى .. كَيْفَ تَشْعُرِيْنَ الآنَ ؟ "
- " .. الحَمْدُ لله "
- " لَيْلَى: لَا تَغْضَبِي مِنّي، لَكِنّكِ لَنْ تَجْنِي مِنَ الشّوْكِ العِنَبَ ! "
- " مَاذا تَقْصِدِينَ ؟ "
- " سَمِعْتُكِ صُدْفَةً وَأنْتِ تَتَحَدّثِينَ مَعَ فَادِي قَبْلَ يَوْمَيْن .. "
- " إذاً أنتِ .. "
- " .. نَعَم ، انْقِطَاعُ التّيّارِ أوّلَ البَارِحَةِ لَمْ يَكُنْ صُدْفَةً ، لَمْ أتَصَوّرْ يَوْماً أنّ لَيْلى قَدْ تُكَلّمُ شَابّاً على الإنْتَرْنِت
و قَدْ فَاجَئْتِنِي كَثيراً عِنْدَمَا حَاولَتِ أنْ تُرْسِلي لَهُ صُورَتَكِ "
-" ... ", لَمْ تُعَلّقْ لَيْلَى ، بَلْ عَادَتْ لِلبُكَاءِ.
- " أرْجُو ألاّ تَكُونِ قَدْ أرْسَلتِ لَهُ شَيْئَاً البَارِحَة َ"
- " كلاّ يا أسْمَاءُ "
- " الحَمْدُ لله، إذاً لِمَ تَبْكِيْن ؟ "
- " لا أدْرِي"، أطْرَقَتْ لَيْلَى بُرْهَةً ، ثُمّ تَابَعَت "أسْمَاء، هَل يُمْكِنُنَا مُسَاعَدَة ُأرْوَى ؟ فَهِيَ قَدْ أرْسَلَتْ
صُوَرَهَا للشّابّ نَفْسِهِ "
- " الشّابُّ نَفْسُهُ !؟ "
- " هَلْ يُمْكِنُكِ اخْتِرَاقُ جِهَازِ الشّابِّ وَ مَسْحُ المَلفّاتِ عَنْه ، لا شَكّ أنّ لَدَيْهِ الكَثِيْرَ مِنْ صُوَرِ الفَتَيَاتِ المَخْدُوعَاتِ .. "
- " لَيْلَى, تَظُنّينَ الأمْرَ بِهَذِهِ البَسَاطَةِ ؟ هُوَ فِي الحَقِيْقَةِ أقْرَبُ إلى المُسْتَحِيْل ِ! "
- "لَيْلَى, لا أعِدُكِ بِشَيْء .. لَكِنّنِي سَأُحَاوِلُ إنْ شَاءَ اللهُ "***
تَرَكَتْ لَيْلَى حاَسُوبَهَا أسْبُوعاً كَامِلاً .. وَعِنْدَمَا فَتَحَتْهُ ، وَجَدَتْ خَلْفِيّةَ الشَّاشَةِ قَدْ تَغَيّرَتْ، وَ كُتِبَ عَلَيْهَا ...
" لَيْلَى حَبِيبَتِي"
الشّبَابُ الصّادِقُونَ يَدْخُلُونَ البُيُوتَ مِنَ الأبْوَاب .. لا مِنَ الـ ( Windows ) !
أخْتُكِ المُحِبّةُ : المُهَنْدِسَةُ أسْمَاءُ "
--------------------------------------------------------------------------------
فِي اليَومِ التّالِي حلَّتْ أرْوَى ضَيْفَةً عَلى لَيْلَى ، وَ جَلَسَتَا تَتَبَادَلانِ أطْرَافَ الحَدِيث ...
- " كَيْفَ كانَتِ الإجَازَةُ يَا أرْوَى ؟ كَيْفَ قَضَيْتِ وَقْتَكِ ؟ "
- " غَايَةُ المَلَل .. لَمْ أجِدْ لِمَلْءِ وَقْتِي إلاّ الدّرْدَشَة َعَلَى الإنْتَرنِت "
- " حقّاً ؟! .. لَكِنْ كَانَ بإمْكانِكِ مَلْءُ وَقْتِكِ بِالقِرَاءَةِ ، أو الكِتَابَةِ، أو الرّسْم ، أو أيّ شَيءٍ مُفِيدٍ بَدَلاً مِنَ الدّرْدَشَةِ يَا أرْوَى "
- " مممـــ .. تعرّفتُ على شَابٍ رائِعٍ جِداً يَا لَيْلى .. شَدّنِي بِأخْلاقِهِ الرّفِيعَة و أسْلُوِبِهِ الرّاقِي فِي الحَدِيْثً "
- " يَا لَحَظَّهِ التّعِيسِ ! "
- " لَيْلى أنَا جَادّة ٌ.. فَادِي لَهُ شَخْصِيّتُهُ الجَذّابَة ، و هُوَ خَدُومٌ وَ لا يَدّخِرُ جُهْدَاً فِي مُسَاعَدَةِ الآخَرِيْن "
- " فَفَادِي ؟ " كَادَتْ لَيْلى تَسْأل ، لَولا دُخُولُ أسْمَاءٍ إلى الغُرْفَةِ حَامِلَةً لِلضّيْفَةِ كأسَاً مِنَ العَصِيرِ.
- " هَذا وقتكِ ؟ " تَمْتَمَتْ لَيْلَى ، " تَسْتَطِيعِيْنَ الخُرُوجَ يَا أسْمَاءُ " اعْتَدَلَتْ لَيْلى فِي جَلْسَتِهَا وَقَالَتْ : " تَابِعِي يَا أرْوَى ... "
- " وَقْتَ ظُهُورِ نَتَائجِ الفَصلِ المَاضِي كَتَبَ لي يَطْمَئِنُّ عنّي ، فَشَكَرْتُهُ وَ طَلَبْتُ نَصِيحَتَهُ بِشَأنِ ما أخْتَارُهُ مِنْ مَوَادّ لِلفَصْلِ القاَدِمِ.
فَنَصَحَنِي بِالإسْتِخَارَةِ، وَ شُكْرِ اللهِ و الدّعَاء، وَ مِنْ ثُمّ اخْتِيَارِ المَوَادّ الّتِي يَسْتَصْعِبُهَا الطّلاّبُ، لأنّ بِإمْكَانِهِ مُسَاعَدَتِي فِيْها .. "
" و هُنَا انْتَهَى الحُلُمُ و اسْتَيْقَظْتِ مِنَ النّوم !؟ "
- " لَيْلَى .. أنَا لا أمْزَحُ ، صَارَحْتُهُ يَوْمَهَا أنّنِي كُنْتُ فِي حاَجَةٍ إلى اسْتِشَارَةِ شَخْصٍ مَا ... "
- " و َمَاذا كانَ رَدُّه ؟ "
- " قالَ لي أنّني يَجِب أنْ أسأْلَ الأشْخَاصَ المُهِمّيْنَ بِالنّسْبَةِ لِي "
- " مِثْلَهُ طَبْعاً "
- " هَذَا مَا قَالهُ .. و وضَعَ لي ابْتِسَامَةً عَلى الشّاشَةِ "
- " ثمّ ؟ "
- " ثمّ قَالَ لِي أنّهُ يَمِيلُ لِلحَدِيْثِ مَعِي أكْثَرَ مِنْ أيّ شَخْصٍ ، وَ يَرْتَاحُ لِي ، وَ بَرْهَنَ عَلى ذَلكَ بِإرسَالِ صُورَتِهُ الشّخْصِيّة "
- " و بِالتّأكيدِ أرْسَلَ رَابِطَ صَفْحَتِهِ على مَوْقِعِ ( Facebook ) و أنتِ بِدَوْرِكِ أرْسَلتِ لَهُ صُوَرَكِ ! "
- " كأنّكِ مَعَنَا ! "
- " أنتِ و فادي ؟ "
- " .. مَا بِكِ يَا لَيْلى ؟ .. هَلْ هُنَالِكَ شَيْءٌ ؟ "
- " مَتَى أرْسَلتِ لَهُ صُوَرَكِ ؟ "
- " البَارِحَة ُ"
- " أرْوَى ، أنْتِ فِي وَرْطَةٍ ! "
- " لَيْلَى صَدّقِينِي لَمْ أعُدْ أعْرِفُ جِدّكِ مِنْ هَزْلِكِ ! "
- " أرْوَى .. آسِفَةٌ .. كِلْتَانَا في وَرْطَة ! .. هَذا الشّابُّ يُرَاسِلُنِي أيْضَاً ، وَ قَدْ أخْبَرْتُهُ البَارِحَةَ بِاسْمِي الحَقِيقِيّ "
- " و أرْسَلْتِ لَهُ صُوَرَكِ أيْضاً ؟ "
- " بالتّأكيدِ لا، أنَا لا أفْعَلُهَا .. لَكِنْ لا شَكّ أنّ حَاسُوبَهُ يَحْتَوِي عَلى صُوَرِ الكَثِيرِ مِنَ المَخْدُوعَاتِ أمْثَالَكِ
وَ مَنْ يَدْرِي ؟ رُبّما غَداً يَطْلُبُ المَزِيْدَ، وَ يُهَدّدُ بِنَشْرِ صُوَركِ فِي الإنْتَرنِتْ .. ألَمْ تَقْرَئِي عَنْ حَادِثة الـ .. "
- " لَيْلَى ... "
هُنَا فَتَحَتْ لَيْلى حَاسُوبَهَا ، وَدَخَلَتْ بَرِيْدَهَا الإلِكْتُرونِيّ ثُمّ أطَّلَعتْ أْرْوَى عَلى رِسَالة الشّابّ ،و صُوَرِهِ الّتِي أرْسَلَهَا
- " ألَيْسَ هَذا هُـــ ... " ، لَمْ تُكْمِلْ لَيْلَى جُمْلَتَهَا، فَقَدْ وَقَعَ الحَدَثُ عَلى أرْوَى كَالصّاعِقَةِ، وَ رَاحَتْ تَبْكِي
بِحُرْقَةٍ شَدِيْدَةٍ .. فَفَتَحَتْ بَابَ الغُرفَةِ بِلا اسْتِئْذَانٍ ، وَ خَرَجَتْ تَرْكُضُ مِنْ بَيْتِ صَدِيْقَتِهَا !.
أمّا لَيْلَى فَقَدْ
تَسَمّرَتْ فِي مَكَانِهَا وَ أرْخَتْ يَدَيْهَا بِشَكْلٍ مَسْرَحِيّ ، لَمْ تَسْتَطِعْ مَنْعَ دُمُوعِهِا الّتِي بَدَأتْ تَشُقُّ طَرِيقَهَا على
خَدّيْهَا، أغْلَقتْ بَابَ غُرْفَتِهَا وَ الأنْوَارَ، و اسْتَلْقَتْ عَلى سَرِيرِهَا .. حَلّ الظّلامُ، وَ شَارَكَتِ الغُيُومُ لَيْلى بُكَاءَهَا ..
نَامَ كلُّ مَنْ فِي الحَيِّ ..إلاّ لَيْلَى ..
مَرّ الوَقْتُ سَرِيعَاً ، وَاسْتَيْقَظَتْ أسْمَاءُ لِتُصَلّيَ الفَجْرَ .. كَانَ المَطَرُ مُنْهَمِراً، لَكِنّهَا سَمِعَتْ زَفَرَاتِ أخْتِهَا
البَاكِيَة، فَدَخَلَتْ غُرْفْتَهَا ، وَمَسَحَتْ عَلى رَأسِهَا مُوَاسِيَة، " لَيْلى، لا تَبْكِ .. كَلّمِينِي، مَا الّذِي حَصَل؟ " لَمْ تَرُدّ لَيْلَى
بَلْ زَادَتْ حُرْقَتـُهَا ، وَ زَادَ بُكَاؤُهَا "لَيْلَى .. تَوَضّئِي وَ صَلّي قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشّمْسُ، سَتَرْتَاحِيْنَ كَثِيْرَاً " ذَهَبَتْ
أسْمَاءُ إلى غُرْفَتِهَا، وَ بِالفِعْلِ قَامَتْ لَيْلى وَ تَوَضّأتْ و صَلّتْ ، ثُمّ تَوَجّهَتْ إلى غُرْفَةِ أسْمَاء ...
- " أسْمَاءُ :
_ " لَيْلَى .. كَيْفَ تَشْعُرِيْنَ الآنَ ؟ "
- " .. الحَمْدُ لله "
- " لَيْلَى: لَا تَغْضَبِي مِنّي، لَكِنّكِ لَنْ تَجْنِي مِنَ الشّوْكِ العِنَبَ ! "
- " مَاذا تَقْصِدِينَ ؟ "
- " سَمِعْتُكِ صُدْفَةً وَأنْتِ تَتَحَدّثِينَ مَعَ فَادِي قَبْلَ يَوْمَيْن .. "
- " إذاً أنتِ .. "
- " .. نَعَم ، انْقِطَاعُ التّيّارِ أوّلَ البَارِحَةِ لَمْ يَكُنْ صُدْفَةً ، لَمْ أتَصَوّرْ يَوْماً أنّ لَيْلى قَدْ تُكَلّمُ شَابّاً على الإنْتَرْنِت
و قَدْ فَاجَئْتِنِي كَثيراً عِنْدَمَا حَاولَتِ أنْ تُرْسِلي لَهُ صُورَتَكِ "
-" ... ", لَمْ تُعَلّقْ لَيْلَى ، بَلْ عَادَتْ لِلبُكَاءِ.
- " أرْجُو ألاّ تَكُونِ قَدْ أرْسَلتِ لَهُ شَيْئَاً البَارِحَة َ"
- " كلاّ يا أسْمَاءُ "
- " الحَمْدُ لله، إذاً لِمَ تَبْكِيْن ؟ "
- " لا أدْرِي"، أطْرَقَتْ لَيْلَى بُرْهَةً ، ثُمّ تَابَعَت "أسْمَاء، هَل يُمْكِنُنَا مُسَاعَدَة ُأرْوَى ؟ فَهِيَ قَدْ أرْسَلَتْ
صُوَرَهَا للشّابّ نَفْسِهِ "
- " الشّابُّ نَفْسُهُ !؟ "
- " هَلْ يُمْكِنُكِ اخْتِرَاقُ جِهَازِ الشّابِّ وَ مَسْحُ المَلفّاتِ عَنْه ، لا شَكّ أنّ لَدَيْهِ الكَثِيْرَ مِنْ صُوَرِ الفَتَيَاتِ المَخْدُوعَاتِ .. "
- " لَيْلَى, تَظُنّينَ الأمْرَ بِهَذِهِ البَسَاطَةِ ؟ هُوَ فِي الحَقِيْقَةِ أقْرَبُ إلى المُسْتَحِيْل ِ! "
- "لَيْلَى, لا أعِدُكِ بِشَيْء .. لَكِنّنِي سَأُحَاوِلُ إنْ شَاءَ اللهُ "***
تَرَكَتْ لَيْلَى حاَسُوبَهَا أسْبُوعاً كَامِلاً .. وَعِنْدَمَا فَتَحَتْهُ ، وَجَدَتْ خَلْفِيّةَ الشَّاشَةِ قَدْ تَغَيّرَتْ، وَ كُتِبَ عَلَيْهَا ...
" لَيْلَى حَبِيبَتِي"
الشّبَابُ الصّادِقُونَ يَدْخُلُونَ البُيُوتَ مِنَ الأبْوَاب .. لا مِنَ الـ ( Windows ) !
أخْتُكِ المُحِبّةُ : المُهَنْدِسَةُ أسْمَاءُ "